قراءة
الشهادات
للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
(قراءة نبوية تفسيرية)
شهادة
سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ
بالحواشي
19
تحت إشراف
د. القس سامي منير اسكندر
اَلْمَزْمُورُ الأَوَّلُ
الإنسان وشريعة اللهُ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
1طُوبَى([1])
لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ([2])،
وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ([3])
لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ([4])
لَمْ يَجْلِسْ. 2لكِنْ فِي نَامُوسِ([5])
اللهُ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ([6])
نَهَارًا وَلَيْلاً. 3فَيَكُونُ
كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ([7])،
الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا
يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.
4لَيْسَ
كَذلِكَ الأَشْرَارُ، لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ([8])
الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ([9]).
5لِذلِكَ لا تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي
الدِّينِ([10])،
وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ([11])
(ولا
يوجد مكان للخطاة بين جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ). 6لأَنَّ اللهُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يَعْلَمُ طَرِيقَ
الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.
[1] طُوبَى: الطوبي
الحسني والخير. وطوبي له تعني يالغبطته أو يا لسعادته. والكلمة في العبرية هي أشير
وهو الأسم الذي أطلقته ليئة على الابن الثاني الذي ولدته جاريتها زلفة ليعقوب
قائلة: لأنه تغبطني بنات (سِفْرُ التَّكْوِينِ30: 13). ومنها الفعل يطوِّب أي يغبط. والكلمة كثيرة
الاستخدام وبخاصة في سفري اَلْمَزَامِيرُ، والأَمْثَالُ
(انظر مثلاً سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور1:
1، 2: 12، 32: 1و2،
33: 12... سِفْرُ الأَمْثَالُ8: 34، 20: 7، 31:28... إلخ).
[2] الأَشْرَارِ: الذين
يسلكون ضد الحق وضد العدالة.
[3] الْخُطَاةِ: الذين
يعلنون عصيانهم ضد الله، فالخطية عمل إرادي أخلاقي (سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 2-6)، (رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ1:
18و28). والمفهوم ديني أشمل عن السلوك الخاطئ تجاه وصاياه اللـه المحددة
(سِفْرُ التَّكْوِينِ3:
3)، وناموسه (رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ3: 19و20) فحسب، لكنه ينطبق أيضاً على رفض الإنسان
الانقياد - في حياته - لتأثير معرفة قوة اللـه الموجهة المرشدة والضابطة الملزم (رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ1:
18و28)، ورفضه معرفة طبيعة اللـه (إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا3: 19)،
ورفضه محبة اللـه المعلنة في شخص ابنه (إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 36) .
[4] الْمُسْتَهْزِئِينَ:
الذين يحتقرون أقوال الله ويسخرون من كل ما هو حسن وحق.
[5] نَامُوسِ
: قانون أو شريعة، وهي هنا إشارة إلى وصاياه اللـه المحددة.
[6] يَلْهَجُ:
لهج بالأمر لهجا: أولع به فثابر عليه واعتاده. ويتأمل،
يتفكر.
[7] مَجَارِي
الْمِيَاهِ: الأنهار والقنوات.
[8] الْعُصَافَةِ:
كالتبن الناعم.
[9] الرِّيحُ:
إن اختلاف درجات حرارة الجو يسبب تيارات من الهواء أو
الريح، فالهواء الساخن تقل كثافته فيرتفع في الجو، ويندفع هواء آخر من الجهات
المحيطة ليحل محله. وتسمى الرياح باسم الجهة التي تهب منها، فإذا جاءت من الغرب
فهي رياح غربية ولكنها تهب الى الشرق، وهكذا. وعندما يتقابل تياران متضادان، تحدث
حركة حلزونية تسبب إعصاراً. فوائد الريح: الريح عظيمة الفائدة للفلاح في
فلسطين، في تذرية الحبوب بعد درسها (سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور1: 4، 35: 5)، (سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ17: 13)، كما
كانت تستخدم لرصد الجو (سِفْرُ الْجَامِعَةِ11:
4)، وكانت ضرورية لسير السفن الشراعية في العصور القديمة (سِفْرُ
أَعْمَالُ الرُّسُلِ28: 13)، (رِّسَالَةُ
يَعْقُوبُ الرَّسُولِ3: 4)، ولكن
الرياح الشديدة كانت تحطم السفن (سِفْرُ يُونَانَ1: 4)، (إِنْجِيلُ مَتَّى8: 24)، (إِنْجِيلُ لُوقَا8: 23).
[10] الدِّينِ
: يوم الدينونة، يوم الرب، وهو الختام المنتظر لملكوت
الله، وكثيراً ما ينظر إليه على أنه التدخل الإلهى المنتظر فى لحظة تاريخية معينة.
[11] الأَبْرَارِ:
جمع بار وهو اسم كلمة أرامية معناها "ابن"، وتستخدم بهذا المعني في
الأجزاء الأرامية من سفري دانيال وعزرا، ففي (سِفْرُ
دَانِيآل7: 13) نجد اللفظ الأرامي "بارايش" أي "ابن الإنسان"
الذي استخدمه اللهُ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ كثيرا في الإِشارة إلى نفسه. واستخدمت الكلمة ثلاث
مرات في العدد الثاني من الأصحاح الحادي والثلاثين من سِفْرُ
الأَمْثَالُ، وكذلك في العدد الثاني عشر من سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، المَزْمُور الثاني مما يدل على دخولها إلى اللغة العبرية
منذ زمن بعيد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق