• اخر الاخبار

    اللياقة الذهنية أو العقلية إعداد د.القس سامي منير إسكندر المقدمة الجزء الثاني

     


    اللياقة الذهنية أو العقلية


    Mental fitness


    إعداد


    د.القس سامي منير إسكندر


    المقدمة الجزء الثاني

     

    أخيراً: المفهوم العلمي اللياقة الذهنية أو العقلية

    نعم، هناك محاولات لتحديد مفهوم اللياقة الذهنية أو العقلية علمياً، على الرغم من أنه لا يزال مجالاً قيد التطور والبحث.

    يمكن تشبيه مفهوم اللياقة الذهنية باللياقة البدنية، حيث تشير إلى حالة من الرفاهية والمرونة والقدرة على الأداء الأمثل، ولكن في الجانب العقلي والعاطفي.

     

    Ø   الجوانب الرئيسية في التحديد العلمي للياقة الذهنية:

                           I.  التركيز على الإيجابية والوقاية:

    على عكس التركيز التقليدي للصحة النفسية على علاج الأمراض والاضطرابات، يركز مفهوم اللياقة الذهنية على تعزيز الصحة الإيجابية والوقاية من المشكلات قبل حدوثها.

    يستخدم مصطلحات إيجابية مثل "المرونة"، "القوة العقلية"، "القدرة على التكيف"، و "الازدهار".

                         II.  تعدد الأبعاد والمكونات:

    لا يوجد تعريف علمي موحد تماماً للياقة الذهنية، ولكن هناك اتفاق عام على أنها تتضمن عدة جوانب أو مكونات مترابطة. بعض النماذج تقترح مكونات مثل:

                       III.  المرونة العاطفية:

     القدرة على إدارة وتنظيم المشاعر بفعالية والتعافي من التقلبات.

                      IV.  الصلابة العقلية (Cognitive Agility):

    القدرة على التفكير بمرونة، وحل المشكلات، والتكيف مع المعلومات الجديدة.

                        V.  الوعي الذاتي:

     فهم الذات، والمشاعر، والأفكار، والقيم.

                      VI.  إدارة الإجهاد:

     القدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات بطرق صحية.

                    VII.  التواصل الاجتماعي:

    بناء والحفاظ على علاقات صحية وداعمة.

                  VIII.  النظرة الإيجابية:

     تبني التفاؤل والأمل والامتنان.

    بعض النماذج الأخرى تقترح أبعاداً مثل القوة، والتحمل، والمرونة، والفريق (الدعم الاجتماعي)، قياساً على اللياقة البدنية.

                      IX.  إمكانية القياس والتحسين:

    من الافتراضات الأساسية للياقة الذهنية أنها قابلة للقياس والتحسين من خلال ممارسات وتدريبات محددة، تماماً كاللياقة البدنية.

    يجري تطوير أدوات ومقاييس لتقييم جوانب مختلفة من اللياقة الذهنية.

                        X.  التشابه مع اللياقة البدنية:

    يتم استخدام تشبيه اللياقة البدنية بشكل متكرر لشرح مفهوم اللياقة الذهنية، مما يساعد في فهمه وتعميمه.

    كما أن اللياقة البدنية تتطلب تدريباً منتظماً للحفاظ عليها وتحسينها، كذلك اللياقة الذهنية تحتاج إلى ممارسات مستمرة.

    v  أمثلة على تعريفات علمية مقترحة:

    Ø   روبنسون وآخرون (2015): "

    القدرة القابلة للتعديل على استخدام الموارد والمهارات للتكيف بمرونة مع التحديات أو الميزات، مما يتيح الازدهار."

    Ø   مفهوم أوسع:

    حالة من الرفاهية والمرونة المعرفية والعاطفية والسلوكية التي تمكن الفرد من الأداء الأمثل في مواجهة تحديات الحياة وتحقيق إمكاناته.

    Ø   التحديات في التحديد العلمي:

    الطبيعة المعقدة والمتعددة الأوجه للصحة النفسية والعقل.

    الحاجة إلى مزيد من البحث لتطوير نماذج ومقاييس موحدة وموثوقة للياقة الذهنية.

    التداخل بين مفهوم اللياقة الذهنية ومفاهيم أخرى مثل الصحة النفسية الإيجابية والمرونة النفسية.

    في الختام، على الرغم من عدم وجود تعريف علمي نهائي وموحد، هناك جهود متزايدة لتحديد مفهوم اللياقة الذهنية أو العقلية بشكل علمي وقابل للقياس. يرتكز هذا التحديد على فكرة تعزيز القدرات العقلية والعاطفية الإيجابية والمرونة كطريقة لتحسين الرفاهية والوقاية من المشكلات النفسية.

    v  تحديد روحي حسب الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ للمفهوم:

    بينما لا يوجد في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ مصطلح محدد بـ "اللياقة الذهنية" أو "العقلية" بالصيغة الحديثة التي نفهمها اليوم، إلا أن هناك العديد من المفاهيم والمبادئ التي تتناول جوانب الصحة العقلية والعاطفية والروحية بطريقة يمكن اعتبارها أساساً للياقة الذهنية من منظور روحي. يمكننا استخلاص فهم للياقة الذهنية من الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ من خلال التركيز على:

                     I.    أهمية العقل والتفكير:

    Ø   تجديد الذهن:

     يدعو الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ المؤمنين مراراً وتكراراً إلى تجديد أذهانهم بأفكار الحق والإيمان «2وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ12: 2)،

    «23وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ4: 23). هذا يشير إلى عملية مستمرة لتغيير أنماط التفكير السلبية وتبني منظور إلهي.

    Ø   التركيز على ما هو حق:

     يحث الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ على التفكير في الأمور الصادقة، والجليلة، والعادلة، والطاهرة، والمسرّة، والصيت الحسن، وكل فضيلة وكل ما يستحق المدح «8أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي4: 8). هذا يوجه العقل نحو الإيجابية والسلام الداخلي.

    Ø   الحكمة والفهم:

    يتم التأكيد على أهمية طلب الحكمة والفهم «7الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ4: 7)، والتي تساعد في اتخاذ قرارات جيدة والتعامل مع تحديات الحياة بمنظور صحيح.

                   II.    دور الروح القدس:

    Ø   روح السلام والتعقل:

     يمنح الروح القدس المؤمنين سلاماً يفوق كل عقل «7وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي4: 7)، وروح القوة والمحبة والتعقل «7لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ1: 7). التعقل هنا يشير إلى ضبط النفس والتفكير الواضح.

    Ø   قيادة وتوجيه الفكر:

    يمكن للروح القدس أن يقود ويوجه أفكار المؤمنين نحو الحق والإرادة الإلهية.

                 III.    أهمية القلب والمشاعر:

    Ø   حراسة القلب:

     يُنصح بحراسة القلب لأنه منبع الحياة «23فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ4: 23). هذا يشمل إدارة المشاعر وحماية القلب من الأفكار والمؤثرات السلبية.

    Ø   الفرح والسلام:

    تعتبر الفرح والسلام ثماراً للروح القدس «22وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ5: 22)، وهي حالات ذهنية وعاطفية إيجابية تعزز الصحة النفسية.

    Ø   الاتكال على الله في الضيقات:

     يدعو الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إلى إلقاء الهموم على الله «7مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الأُولَى5: 7)، والثقة به في أوقات الصعوبة، مما يقلل من القلق والتوتر.

                IV.    دور العلاقات والمجتمع:

    Ø   تشجيع بعضنا البعض:

     يحث المؤمنون على تشجيع بعضهم البعض وبناء بعضهم بعضاً «11لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ، كَمَا تَفْعَلُونَ أَيْضاً»(رِّسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي5: 11)، مما يوفر الدعم العاطفي والاجتماعي الضروري للصحة النفسية.

    Ø   المحبة والرحمة:

     تعتبر المحبة والرحمة أساس العلاقات الصحية وتساهم في خلق بيئة إيجابية تعزز الرفاهية العقلية والعاطفية.

    بناءً على هذه المفاهيم، يمكننا استنتاج رؤية روحية للياقة الذهنية أو العقلية تتمثل في:

    Ø   ذهن متجدد:

    مملوء بالحق الإلهي والأفكار الإيجابية والبناءة.

    Ø   روح هادئ ومتعقل:

     يتمتع بالسلام الداخلي وضبط النفس بفضل عمل الروح القدس.

    Ø   قلب محفوظ:

     محمي من الأفكار والمشاعر السلبية ومملوء بالفرح والسلام.

    Ø   علاقات داعمة:

    مبنية على المحبة والتشجيع المتبادل.

    Ø   اتكال على الله:

    مصدر القوة والسلام في مواجهة تحديات الحياة.

    في الختام، على الرغم من عدم وجود مصطلح مباشر، يقدم الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إطاراً روحياً شاملاً لما يمكن أن نعتبره أسس "اللياقة الذهنية" من منظور إيماني. إنها تتضمن تجديد الذهن، والاتكال على الله، وإدارة المشاعر، وبناء علاقات صحية، والسعي نحو الحكمة والسلام الداخلي.

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: اللياقة الذهنية أو العقلية إعداد د.القس سامي منير إسكندر المقدمة الجزء الثاني Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top