إعلان
الله لإِسْرَائِيلَ حقوق شعب الله
إعداد
د.
القس سامي منير اسكندر
«4الَّذِينَ هُمْ
إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ
وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ 5وَلَهُمُ
الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ
إِلَهاً ُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ9: 4و5).
يعلن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ أنكم شعب الله الذي
ميّزكم الله بميزات دون سواكم، وقد أوضح لنا أن هذه الميزات كلها تكمل في شعب الله
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الجديد، إذ يقول:
I.
هم إِسْرَائِيلَيّون:
فقد نال يعقوب هذا اللقب إِسْرَائِيلَ بأمرٍ الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ «27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ:
«يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ
وَقَدِرْتَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ32: 27و28).
فإن كان كلمة "إِسْرَائِيلَ" تعني "يملك كالله"، فإن إِسْرَائِيلَ، وإن
كان قد ملك ولكن إلى حين، أمّا إِسْرَائِيلَ الجديد قيقدّم ملوكًا حقيقيّين لا
يملكون على الزمنيّات، إنما ينعمون بشركة المجد الإلهي مع ملك الملوك ورب الأرباب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يترنّمون قائلين: «5وَمِنْ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ
مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا
بِدَمِهِ، 6وَجَعَلَنَا
مُلُوكاً وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ
الآبِدِينَ. آمِينَ»(سِفْرُ رُؤْيَا
يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ1: 6).
II.
ولهم
التبنّي:
بمعنى أن الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اشتاق أن يتبنّاهم له
ليكونوا كأهل بيته وخاصته؛ فعندما دعا الله موسى للعمل وسط شعبه قال له: «22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ (الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ): إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي
لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ4: 22-23).
وعندما قدّم الله لشعبه وصايا تميّزهم عن الوثنيّين كان قول موسى للشعب: «1أَنْتُمْ أَوْلادٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لا تَخْمِشُوا
أَجْسَامَكُمْ وَلا تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيِّتٍ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة14: 1)، وحين أعلن الله
خلاصه لهم عند رجوعهم إليه، قال: «9بِالْبُكَاءِ
يَأْتُونَ وَبِالتَّضَرُّعَاتِ أَقُودُهُمْ. أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْهَارِ مَاءٍ
فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لاَ يَعْثُرُونَ فِيهَا. لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ
أَباً وَأَفْرَايِمُ هُوَ بِكْرِي»(سِفْرُ إِرْمِيَا31: 9).
لكن إِسْرَائِيلَ لم يستطع أن يمارس البنوّة لله بل مارس العصيان «2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ
وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ
وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ1: 2)، غير مقدم له كرامة
الأبوة «6الاِبْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ.
فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ
هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ
اسْمِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟»(سِفْرُ مَلاَخِي1: 6). لذا احتاج إلى تغيير
شامل لقلبه وطبيعته بسكنى روح التبنّي فيه، فيمارس بنوّته لله، ويحق له التمتّع
بالميراث مع المسيح الابن وحيد الجنس «14لأَنَّ
كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ
تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ
التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ». 16اَلرُّوحُ
نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. 17فَإِنْ
كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ
الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ8: 14-17).
III.
لهم المجد
)ع4):
وكان علامته ظهور عمود السحاب والنار في البرية وأيضًا في الخيمة والهيكل،
إذ قيل: «34ثُمَّ غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ وَمَلأَ بَهَاءُ
الرَّبِّ (الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) الْمَسْكَنَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ40: 34). وكان وجود تابوت
العهد علامة وجود المجد الإلهي، لذلك عندما سمعت امرأة فينحاس باستيلاء
الفلسطينيين عليه: قالت: «21فَدَعَتِ
الصَّبِيَّ «إِيخَابُودَ» قَائِلَةً: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ!»
لأَنَّ تَابُوتَ اللَّهِ قَدْ أُخِذَ وَلأَجْلِ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ4: 21). أمّا بالنسبة لإِسْرَائِيلَ
الجديد فصار "الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" نفسه هو مجده،
يسكن وسط شعبه ويحل في قلوبهم، ويملأهم بروحه القدوس.
IV.
لهم
العهود )ع4):
إذ أراد الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أن يرفع مؤمنيه دخل معهم
في عهود مستمرة ليُقيم منهم شعبًا له، لكن هذا الشعب لم يلتزم بالعهود بل تجاوزها «1إِلَى فَمِكَ بِالْبُوقِ!
كَالنَّسْرِ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ. لأَنَّهُمْ قَدْ تَجَاوَزُوا عَهْدِي
وَتَعَدُّوا عَلَى شَرِيعَتِي»(سِفْرُ هُوشَعَ8: 1)، ونقضها «18إِذِ ازْدَرَى الْقَسَمَ لِنَقْضِ
الْعَهْدِ, وَهُوَذَا قَدْ أَعْطَى يَدَهُ وَفَعَلَ هَذَا كُلَّهُ فَلاَ يُفْلِتُ»(سِفْرُ حِزْقِيَال17: 18)، وحُسب حانثًا
للعهد وخائنًا له. لذا
صار المؤمنون في حاجة إلى الالتقاء مع الله على مستوى عهد جديد، لا ليُنقش على
حجارة كما في العهد القديم، وإنما داخل القلب بالروح القدس، يُعلن حب الله الباذل
خلال دم ابن الله المبذول على الصليب «24وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ
الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ12: 24).
V.
لهم
الاشتراع )ع4):
إذ امتازوا بنوال الشريعة، لكنهم لم يحفظوها في حياتهم العمليّة، بل حُسبوا
كاسرين لها.
VI.
لهم
العبادة )ع4):
وقد جاءت الشريعة تقدّم الكثير من الطقوس الخاصة بالعبادة، كانت في الحقيقة
ظلاً للعبادة الروحيّة.
VII.
لهم
المواعيد )ع4):
خاصة المواعيد التي تتنبأ عن مجيء المسيّا، هذه التي اهتم الأنبياء
بإعلانها.
VIII.
ولهم
الآباء )ع5)،
إذ جاءوا من نسل الآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب.
IX.
ومنهم
المسيح حسب الجسد )ع5):
يكفيهم فخرًا أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، كلمة الله، الكائن على الكل
إلهًا مباركًا إلى الأبد قد جاء متجسدًا منهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق