الطَهَارَةِ والنَّجَاسَةِ في نَامُوسِ
مُوسَى
إعداد
د. القس سامي
منير اسكندر
Ø طَهُر
طُهراً وطَهَارَةِ في معناها:
نقي من النَّجَاسَةِ والدنس، أو بريء من كل ما يشين. وطهَّر
الشئ نقَّاه وخلصه من الدنس والعيوب. وهناك جملة كلمات عبرية تستخدم للدلالة على
هذا المعنى، ولكن أكثرها استخداماً في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ هي كلمة طاهر (وهي نفس الكلمة في العربية) إذ تذكر هي ومشتقاتها
أكثر من مائتي مرة، وتدل على الطَهَارَةِ بأنواعها:
الجسمية والطقسية والأدبية حسب القرينة.
فواضح مثلاً أنها تشير إلى الطَهَارَةِ الأدبية في قول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ: «7طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا (نبات
برى كثيف صغير، وليس
له سيقان كبيرة، ورقه كورق الزعتر. استخدم لرش الدم كما استخدم لرفع الاسفنجة المملؤة خلا
للمسيح على الصليب) فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ
الثَّلْجِ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور51: 7)، وهي تحمل مفهوم
القداسة وبخاصة في الإِنْجِيل.
النَّجَاسَةِ: هي الموت وما له في كل الْحَيَاةَ.
الطَهَارَةِ: هي الْحَيَاةَ وما له للأبد.
Ø مفهوم
الطَهَارَةِ في نَامُوسِ مُوسَى:
كانت للطَهَارَةِ الجسمية أهمية
كبيرة منذ أقدم العصور، فيذكر هيرودت أن كهنة قدمَاءِ المصريين كانوا يستحمون
مرتين في أثناء النهار، ومرتين في أثناء الليل.
Ø الطَهَارَةِ
في الشَّرِيعَةِ:
وهي ترتبط على الدوام بالعلاقة مع يهوه والاقتراب إليه، وكانت تهدف إلى
الانفصال الكامل عن عبادة الأوثان وكل ما يتصل بها، مثلاً «4لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ وَآلِهَةً
مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ19: 4)، «2وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ رَبُّ
الْجُنُودِ أَنِّي أَقْطَعُ أَسْمَاءَ الأَصْنَامِ مِنَ الأَرْضِ فَلاَ تُذْكَرُ
بَعْدُ وَأُزِيلُ الأَنْبِيَاءَ أَيْضاً وَالرُّوحَ النَّجِسَ مِنَ الأَرْضِ»(سِفْرُ زَكَريَّا13: 2)، حيث أن الروح النجس أو بالحري روح النَّجَاسَةِ
يشير إلى عبادة الأوثان، كما يتجلي من القرينة.
وكانت الطَهَارَةِ الطقسية لازمة للاقتراب إلى الله «31فَتَعْزِلاَنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ نَجَاسَتِهِمْ
لِئَلَّا يَمُوتُوا فِي نَجَاسَتِهِمْ بِتَنْجِيسِهِمْ مَسْكَنِيَ الَّذِي فِي
وَسَطِهِمْ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ15: 31).
ولم تكن الطَهَارَةِ الطقسية منفصلة عن الطَهَارَةِ الأدبية «9وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ
تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ.
10وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ
وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا
الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. «11لاَ
تَسْرِقُوا وَلاَ تَكْذِبُوا وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ. 12وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ
فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ. «13لاَ
تَغْصِبْ قَرِيبَكَ وَلاَ تَسْلِبْ وَلاَ تَبِتْ أُجْرَةُ أَجِيرٍ عِنْدَكَ إِلَى
الْغَدِ. 14لاَ تَشْتِمِ الأَصَمَّ
وَقُدَّامَ الأَعْمَى لاَ تَجْعَلْ مَعْثَرَةً بَلِ اخْشَ إِلَهَكَ. أَنَا
الرَّبُّ. 15لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْراً
فِي الْقَضَاءِ. لاَ تَأْخُذُوا بِوَجْهِ مِسْكِينٍ وَلاَ تَحْتَرِمْ وَجْهَ
كَبِيرٍ. بِالْعَدْلِ تَحْكُمُ لِقَرِيبِكَ. 16لاَ تَسْعَ فِي
الْوِشَايَةِ بَيْنَ شَعْبِكَ. لاَ تَقِفْ عَلَى دَمِ قَرِيبِكَ. أَنَا الرَّبُّ. 17لاَ تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ. إِنْذَاراً
تُنْذِرُ صَاحِبَكَ وَلاَ تَحْمِلْ لأَجْلِهِ خَطِيَّةً. 18لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ
شَعْبِكَ بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ19: 9-18)، بل كانت الاثنتان مرتبطتين إحداهما بالأخرى.
Ø الطاهر
والنجس:
ولا يقتصر المعنى هنا على السلامة الجسمية، بل يمتد إلى المفهوم الديني،
فالطَهَارَةِ تمتد إلى كل جوانب الْحَيَاةَ، فالإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لا يفرق- في هذا الصدد - بين الجانب الروحي والجانب
المادي، ولذلك قلَّما تميز الشَّرِيعَةِ بين الطَهَارَةِ
الطقسية والطهاة الأدبية.
Ø وفي
شريعة الطَهَارَةِ:
ينطبق تعبير الطاهر والنجس على الأشخاص والحيوانات والأشياء التي لا حياة
فيها.
أ) الأشخاص:
تحدث النَّجَاسَةِ بملامسة أشياء تعتبرها الشَّرِيعَةِ غير طاهرة، مثل:
جثة ميتة «1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُلْ لِلْكَهَنَةَ بَنِي
هَارُونَ: لاَ يَتَنَجَّسْ أَحَدٌ مِنْكُمْ لِمَيِّتٍ فِي قَوْمِهِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ21: 1)، «2أَوْ
إِذَا مَسَّ أَحَدٌ شَيْئاً نَجِساً: جُثَّةَ وَحْشٍ نَجِسٍ أَوْ جُثَّةَ
بَهِيمَةٍ نَجِسَةٍ أَوْ جُثَّةَ دَبِيبٍ نَجِسٍ وَأُخْفِيَ عَنْهُ فَهُوَ نَجِسٌ
وَمُذْنِبٌ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ5: 2)، «6لكِنْ كَانَ قَوْمٌ قَدْ تَنَجَّسُوا لِإِنْسَانٍ
مَيِّتٍ فَلمْ يَحِل لهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا الفِصْحَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.
فَتَقَدَّمُوا أَمَامَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ 7وَقَالُوا لهُ: «إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ
لِإِنْسَانٍ مَيِّتٍ. لِمَاذَا نُتْرَكُ حَتَّى لا نُقَرِّبَ قُرْبَانَ الرَّبِّ
فِي وَقْتِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيل؟» 8فَقَال
لهُمْ مُوسَى: «قِفُوا لأَسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ». 9فَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: «10قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: كُلُّ إِنْسَانٍ
مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَجْيَالِكُمْ كَانَ نَجِساً لِمَيِّتٍ أَوْ فِي سَفَرٍ
بَعِيدٍ فَليَعْمَلِ الفِصْحَ لِلرَّبِّ»(سِفْرُ اَلْعَدَد9: 6-10)، «13كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيِّتاً مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ
قَدْ مَاتَ وَلمْ يَتَطَهَّرْ يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلكَ
النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيل. لأَنَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ لمْ يُرَشَّ عَليْهَا
تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لمْ تَزَل فِيهَا»(سِفْرُ اَلْعَدَد19: 13)، «19وَأَمَّا أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ
المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً وَكُلُّ
مَنْ مَسَّ قَتِيلاً فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي السَّابِعِ أَنْتُمْ
وَسَبْيُكُمْ»(سِفْرُ
اَلْعَدَد31: 19).
أو دبيب «5أَوْ إِنْسَانٌ مَسَّ دَبِيباً يَتَنَجَّسُ بِهِ أَوْ
إِنْسَاناً يَتَنَجَّسُ بِهِ لِنَجَاسَةٍ فِيهِ 6فَالَّذِي
يَمَسُّ ذَلِكَ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ وَلاَ يَأْكُلْ مِنَ الأَقْدَاسِ
بَلْ يَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ22:
5و6)،
أو جثة حيوان «27وَكُلُّ مَا يَمْشِي عَلَى كُفُوفِهِ مِنْ جَمِيعِ
الْحَيَوَانَاتِ الْمَاشِيَةِ عَلَى أَرْبَعٍ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. كُلُّ مَنْ
مَسَّ جُثَثَهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ11: 28)،
وبخاصة
الخنزير «8وَالخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلفَ لكِنَّهُ لا
يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لكُمْ. فَمِنْ لحْمِهَا لا تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لا
تَلمِسُوا»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة14: 8)،
المرأة
في طمثها «19وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي
لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا
يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ15:
19)،
أو
بعد ولادتها لطفلها «1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «2قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ
امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي
أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي
الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ
تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ
مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ
تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ
أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ
سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ12:
1-5).
وكان على الكهنة بصفة خاصة أن يتجنبوا كل ما يمكن أن ينجس، ليستطيعوا
القيام بخدمتهم «15وَلاَ يُدَنِّسُ زَرْعَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ
مُقَدِّسُهُ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ21: 10-15)، و«13فَقَالَ حَجَّي: «إِنْ كَانَ الْمُنَجَّسُ
بِمَيِّتٍ يَمَسُّ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ فَهَلْ يَتَنَجَّسُ؟» فَأَجَابَ
الْكَهَنَةُ: «يَتَنَجَّسُ»(سِفْرُ حَجَّي2: 13).
وكان البرص يعتبر من أخطر مصادر
التلوث، ليس لخطورة المرض في ذاته فحسب، بل أيضاً لأنه كان يعتبر دليلاً على عدم
الرضا الإلهي، ولذلك كان تطهير الأبرص يستلزم تقديم ذبيحة خطية وذبيحة محرقة
إضافيتين «13وَيَذْبَحُ الْخَرُوفَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَذْبَحُ فِيهِ ذَبِيحَةَ
الْخَطِيَّةِ وَالْمُحْرَقَةَ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لأَنَّ ذَبِيحَةَ
الْإِثْمِ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ لِلْكَاهِنِ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ14: 13).
كما كان يمكن أن تاتي النَّجَاسَةِ
من الشخص نفسه، كما في حالة حدوث اضطجاع زرع «16وَإِذَا حَدَثَ مِنْ رَجُلٍ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يَرْحَضُ
كُلَّ جَسَدِهِ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ15: 16)، «1لا
يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة23: 1).
كما كانت تحدث النَّجَاسَةِ بلمس
بعض أشياء مُقَدَّسَةٍ كما في حالة لمس رماد البقرة الحمراء، مما كان يستلزم غسل
الثياب ورحض الجسد «7ثُمَّ يَغْسِلُ الكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَبَعْدَ
ذَلِكَ يَدْخُلُ المَحَلةَ. وَيَكُونُ الكَاهِنُ نَجِساً إِلى المَسَاءِ. 8وَالذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ
وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلى المَسَاءِ»(سِفْرُ اَلْعَدَد19: 7و8).
ب) الحيوانات :
يرجع التمييز بين الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة، إلى أقدم العصور، فقد
قال الله لنوح: من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة ذكراً وأنثى «2مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ
سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَراً وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ
بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَراً وَأُنْثَى»(سِفْرُ التَّكْوِينِ7: 2).
ويرى البعض أن التمييز بين
الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة كانت تعتبر مُقَدَّسَةٍ عند بعض الشعوب الوثنية،
مثلما كان يعتبر الخنزير - مثلاً- في كريت وبابل. ويبنون هذا الظن على القول: «23وَلاَ تَسْلُكُونَ فِي رُسُومِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ
أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. لأَنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا كُلَّ هَذِهِ
فَكَرِهْتُهُمْ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ20: 23).
ولكن يبدو أن التمييز بين الحيوانات الطاهرة التي كانت الشَّرِيعَةِ تسمح
بأكلها، والحيوانات غير الطاهرة المنهي عن أكلها، كان مبنياً على الأسباب الآتية:
1)
أسباب صحية
كانت الحيوانات التي تتغذي على القمامة تعتبر غير طاهرة لأنها تعيش على
القاذورات والجيف المنتنة. وكذلك كانت الأسماك التي لا قشور لها ولا زعانف والتي
هي أشبه بالحيات. وكثيراً ما تكون الصدفيات والقشريات سبباً في حدوث تسمم غذائي.
2) الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة:
لأنها تأكل لحوم ودم فرائسها. وكان أكل الدم محرماً تحريماً قاطعاً، لأن
نفس كل جسد هي دمه «4غَيْرَ أَنَّ لَحْماً بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لاَ تَأْكُلُوهُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ9: 4)، «17فَرِيضَةً
دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ: لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً
مِنَ الشَّحْمِ وَلاَ مِنَ الدَّمِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ3: 17)،
«10وَكُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ
بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَأْكُلُ
دَماً أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ النَّفْسِ الْآكِلَةِ الدَّمَ وَأَقْطَعُهَا مِنْ
شَعْبِهَا 11لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ
هِيَ فِي الدَّمِ فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ
لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ. 12لِذَلِكَ قُلْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ
تَأْكُلْ نَفْسٌ مِنْكُمْ دَماً وَلاَ يَأْكُلِ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي
وَسَطِكُمْ دَماً. 13وَكُلُّ إِنْسَانٍ
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ
يَصْطَادُ صَيْداً وَحْشاً أَوْ طَائِراً يُؤْكَلُ يَسْفِكُ دَمَهُ وَيُغَطِّيهِ
بِالتُّرَابِ. 14لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ
جَسَدٍ دَمُهُ هُوَ بِنَفْسِهِ. فَقُلْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَأْكُلُوا
دَمَ جَسَدٍ مَا لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ. كُلُّ مَنْ أَكَلَهُ
يُقْطَعُ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ17: 10-14)، «16وَأَمَّا الدَّمُ فَلا تَأْكُلهُ. عَلى الأَرْضِ
تَسْفِكُهُ كَالمَاءِ...23لكِنِ
احْتَرِزْ أَنْ لا تَأْكُل الدَّمَ لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلا تَأْكُلِ
النَّفْسَ مَعَ اللحْمِ. 24لا
تَأْكُلهُ. عَلى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالمَاءِ. 25لا
تَأْكُلهُ لِيَكُونَ لكَ وَلأَوْلادِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْرٌ إِذَا عَمِلتَ
الحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة12: 16و23-25)،
«23وَأَمَّا دَمُهُ فَلا
تَأْكُلُهُ. عَلى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالمَاءِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة15: 23).
3) الحيوانات التي كان يستخدمها الوثنيون في
عبادتهم أو في سحرهم، اعتبرت نجسة مثل الخنازير والكلاب والفئران والثعابين
والحشرات مثل الخنافس وغيرها.
4) الحيوانات التي تثير الاشمئزاز، والتي توصف بالقول: «41وَكُلُّ دَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ فَهُوَ
مَكْرُوهٌ لاَ يُؤْكَلُ. 42كُلُّ مَا
يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَكُلُّ مَا يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ مَعَ كُلِّ مَا
كَثُرَتْ أَرْجُلُهُ مِنْ كُلِّ دَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ لاَ تَأْكُلُوهُ
لأَنَّهُ مَكْرُوهٌ» (سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ11: 41و42).
Ø الطاهر
والنجس في الأشياء:
كان فيها الطاهر والنجس مثل الأشخاص والحيوانات، فكل شيء مس إنساناً أو
حيواناً نجساً، كان يعتبر نجساً. وفي حالة البرص كان يمكن أن تصاب الثياب «47وَأَمَّا الثَّوْبُ فَإِذَا كَانَ فِيهِ ضَرْبَةُ بَرَصٍ
ثَوْبُ صُوفٍ أَوْ ثَوْبُ كَتَّانٍ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ13:
47)، أو البيت نفسه «33وَقَالَ
الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «34مَتَى
جِئْتُمْ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أُعْطِيكُمْ مُلْكاً وَجَعَلْتُ ضَرْبَةَ
بَرَصٍ فِي بَيْتٍ فِي أَرْضِ مُلْكِكُمْ. 35يَأْتِي
الَّذِي لَهُ الْبَيْتُ وَيَقُولُ لِلْكَاهِنِ: قَدْ ظَهَرَ لِي شِبْهُ ضَرْبَةٍ
فِي الْبَيْتِ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ14: 33-35).
وكل إنسان نجس حسب الشَّرِيعَةِ،
كان ينجس كل شيء يمسه من مقاعد أو فراش أو ثياب أو أواني خزفية…إلخ. وكل من يمس شيئاً
من هذه، وكل نَّجَاسَةِ من الدرجة الأولى، كانت تقتضي إجراء طرق تطهير على مدى
سبعة أيام «1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ:...13وَإِذَا
طَهُرَ ذُو السَّيْلِ مِنْ سَيْلِهِ يُحْسَبُ لَهُ سَبْعَةُ أَيَّامٍ لِطُهْرِهِ
وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ حَيٍّ فَيَطْهُرُ. 14وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ
يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَيَأْتِي إِلَى أَمَامِ الرَّبِّ إِلَى
بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيُعْطِيهِمَا لِلْكَاهِنِ 15فَيَعْمَلُهُمَا الْكَاهِنُ: الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ
خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ
مِنْ سَيْلِهِ... «19وَإِذَا كَانَتِ
امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ
أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى
الْمَسَاءِ...24وَإِنِ اضْطَجَعَ
مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ15: 1و13-15و19و24).
أما النَّجَاسَةِ من الدرجة الثانية فكانت تستمر حتى المساء، فيغسل المتنجس
ثيابه ويستحم بمَاءِ، فتزول عنه نجاسته «6وَمَنْ جَلَسَ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي يَجْلِسُ
عَلَيْهِ ذُو السَّيْلِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ
نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 7وَمَنْ
مَسَّ لَحْمَ ذِي السَّيْلِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ
نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 8وَإِنْ
بَصَقَ ذُو السَّيْلِ عَلَى طَاهِرٍ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ
وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 9وَكُلُّ
مَا يَرْكَبُ عَلَيْهِ ذُو السَّيْلِ يَكُونُ نَجِساً. 10وَكُلُّ مَنْ مَسَّ كُلَّ مَا كَانَ تَحْتَهُ
يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ وَمَنْ حَمَلَهُنَّ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ
وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 11وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُ ذُو السَّيْلِ وَلَمْ
يَغْسِلْ يَدَيْهِ بِمَاءٍ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ
نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 12وَإِنَاءُ
الْخَزَفِ الَّذِي يَمَسُّهُ ذُو السَّيْلِ يُكْسَرُ. وَكُلُّ إِنَاءِ خَشَبٍ
يُغْسَلُ بِمَاءٍ...«16وَإِذَا حَدَثَ
مِنْ رَجُلٍ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يَرْحَضُ كُلَّ جَسَدِهِ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً
إِلَى الْمَسَاءِ. 17وَكُلُّ ثَوْبٍ
وَكُلُّ جِلْدٍ يَكُونُ عَلَيْهِ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يُغْسَلُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ
نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 18وَالْمَرْأَةُ
الَّتِي يَضْطَجِعُ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ يَسْتَحِمَّانِ بِمَاءٍ
وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ. «19وَإِذَا
كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ
أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى
الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ
عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ
نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ
فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى
الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ
مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ
نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ
كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ
عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ
طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ
يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ15:
6-12، 16-23).
حتى الأشياء المُقَدَّسَةٍ كان
يمكن أن تتنجس، ويلزم التكفير عنها. فكان يلزم التكفير عن القدس وعن خيمة الاجتماع
وعن المذبح «16فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ
سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ. وَهَكَذَا يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ
الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ بَيْنَهُمْ فِي وَسَطِ نَجَاسَاتِهِمْ. 17وَلاَ يَكُنْ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةِ
الاجْتِمَاعِ مِنْ دُخُولِهِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ إِلَى خُرُوجِهِ.
فَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. 18ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي
أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ. يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَمِنْ دَمِ
التَّيْسِ وَيَجْعَلُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً. 19وَيَنْضِحُ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبِعِهِ
سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيُطَهِّرُهُ وَيُقَدِّسُهُ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
«20وَمَتَى فَرَغَ مِنَ التَّكْفِيرِ
عَنِ الْقُدْسِ وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَعَنِ الْمَذْبَحِ يُقَدِّمُ
التَّيْسَ الْحَيَّ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ16: 16-20)، وعن الغطاء أي كرسي
الرحمة «15ثُمَّ يَذْبَحُ
تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى دَاخِلِ
الْحِجَابِ. وَيَفْعَلُ بِدَمِهِ كَمَا فَعَلَ بِدَمِ الثَّوْرِ: يَنْضِحُهُ عَلَى
الْغِطَاءِ وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ16:
15)، وعن حجاب القدس «6وَيَغْمِسُ
الْكَاهِنُ إِصْبِعَهُ فِي الدَّمِ وَيَنْضِحُ مِنَ الدَّمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ
أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى حِجَابِ الْقُدْسِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ4: 6).
كما كان يلزم إجراء طرق التطهير لمن يجمع رماد البقرة الحمراء «10وَالذِي جَمَعَ رَمَادَ البَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ
وَيَكُونُ نَجِساً إِلى المَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيل وَلِلغَرِيبِ
النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً»(سِفْرُ اَلْعَدَد 19: 10)، ولمن يرش مَاءِ النَّجَاسَةِ
«21فَتَكُونُ لهُمْ فَرِيضَةً
دَهْرِيَّةً. وَالذِي رَشَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَالذِي مَسَّ
مَاءَ النَّجَاسَةِ يَكُونُ نَجِساً إِلى المَسَاءِ»(سِفْرُ اَلْعَدَد19: 21).
Ø الطَهَارَةِ الأدبية :
كان التمييز بين المُقَدَّسَ والمحلل، بين النجس والطاهر «10وَلِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ
وَبَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ10:
10)، لا ينفصل تماماً عن الوصايا الأدبية في الشَّرِيعَةِ، فكان سفك الدم جريمة
أدبية ونَّجَاسَةِ طقسية «33لا
تُدَنِّسُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ فِيهَا لأَنَّ الدَّمَ يُدَنِّسُ الأَرْضَ.
وَعَنِ الأَرْضِ لا يُكَفَّرُ لأَجْلِ الدَّمِ الذِي سُفِكَ فِيهَا إِلا بِدَمِ
سَافِكِهِ. 34وَلا تُنَجِّسُوا
الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا التِي أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهَا.
إِنِّي أَنَا الرَّبُّ سَاكِنٌ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل»(سِفْرُ اَلْعَدَد35: 33و34).
وحيث أن سفك دم برئ كان يمس حياة المجتمع، كانت مسئولية تنفيذ العدالة، تقع
على المجتمع «10حَتَّى لا يُسْفَكُ دَمُ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ التِي يُعْطِيكَ
الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَيَكُونَ عَليْكَ دَمٌ...13لا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ. فَتَنْزِعَ دَمَ البَرِيءِ
مِنْ إِسْرَائِيل فَيَكُونَ لكَ خَيْرٌ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة19: 10و13)،
«8اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ
إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ
شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ. 9فَتَنْزِعُ
الدَّمَ البَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة21: 8و9)، «8إِذَا
بَنَيْتَ بَيْتاً جَدِيداً فَاعْمَل حَائِطاً لِسَطْحِكَ لِئَلا تَجْلِبَ دَماً
عَلى بَيْتِكَ إِذَا سَقَطَ عَنْهُ سَاقِطٌ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة22: 8).
ومما يسترعي الانتباه أن الوصية: تحب قريبك كنفسك جاءت في ثنايا وصايا
طقسية «18لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ
بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ19:
18). وكذلك الوصية الخاصة بمعاملة الغريب كالوطني «33وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ غَرِيبٌ فِي أَرْضِكُمْ
فَلاَ تَظْلِمُوهُ. 34كَالْوَطَنِيِّ
مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ
لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ19: 33و34).
كما أن الزنا ينجس الإِنْسَانِ «20وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ امْرَأَةِ صَاحِبِكَ مَضْجَعَكَ
لِزَرْعٍ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ18:
20)، ويعاقب بالقتل رجماً «22إِذَا
وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْلٍ يُقْتَلُ الاِثْنَانِ:
الرَّجُلُ المُضْطَجِعُ مَعَ المَرْأَةِ وَالمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ
إِسْرَائِيل»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة22: 22)، «10وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ فَإِذَا
زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ. 11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ
أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا.
دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 12وَإِذَا
اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ كَنَّتِهِ فَإِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. قَدْ
فَعَلاَ فَاحِشَةً. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ20:
10-12). كما أن ممارسة الشذوذ الجنسي كان رجساً عقوبته القتل «13وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ
اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْساً. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ.
دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 14وَإِذَا
اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ
يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ. 15وَإِذَا جَعَلَ رَجُلٌ مَضْجَعَهُ مَعَ
بَهِيمَةٍ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ وَالْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا. 16وَإِذَا اقْتَرَبَتِ امْرَأَةٌ إِلَى بَهِيمَةٍ
لِنِزَائِهَا تُمِيتُ الْمَرْأَةَ وَالْبَهِيمَةَ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا
عَلَيْهِمَا»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ20: 13-16).
ويساوى نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ بين الطَهَارَةِ والأستقامة الولد أيضا يعرف بأفعالة.
هل عملة نقى (طاهر) ومستقيم؟ «11اَلْوَلَدُ أَيْضاً يُعْرَفُ بِأَفْعَالِهِ هَلْ عَمَلُهُ نَقِيٌّ وَمُسْتَقِيمٌ؟»(سِفْرُ الأَمْثَالُ20: 11).
كما يجمع بين الصفتين. زكى (طاهر) ومستقيم «6إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَكِيّاً مُسْتَقِيماً فَإِنَّهُ الآنَ يَتَنَبَّهُ
لَكَ وَيُسْلِمُ مَسْكَنَ بِرِّكَ»(سِفْرُ أَيُّوبَ8: 6)، مما يتضمن أن الطاهر مستقيم، والمستقيم
طاهر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق