النبوة في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
إعداد
د. الفس سامي منير إسكندر
(كورس (مادة) النبوة والأَنْبِيَاءِ)
الأحلام في أَسْفَارٌ نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ
أولاً: أحلام يَعْقُوبُ
ويُوسُفُ وأحلام فِرْعَوْنَ
نرى من الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أن هناك ثلاثة مصادر الأحلام:
أ) أحلام طبيعية «3لأَنَّ الْحُلْمَ يَأْتِي مِنْ كَثْرَةِ
الشُّغْلِ وَقَوْلَ الْجَهْلِ مِنْ كَثْرَةِ
الْكَلاَمِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ5: 3).
ب) أحلام سماوية «12وَرَأَى حُلْماً وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا
يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا»(سِفْرُ التَّكْوِينِ28: 12).
ج) أحلام من الشرير «1إِذَا قَامَ
فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً 2وَلوْ
حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ
وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة13: 1و2)، «32هَئَنَذَا
عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ (يَسُوعَ الْمَسِيحِ) الَّذِينَ
يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا
لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ
فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ (يَسُوعَ الْمَسِيحِ)»(سِفْرُ إِرْمِيَا23: 32).
واكثر ما يستخدم أَسْفَارٌ نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ كلمة الحُلمِ هو باعتباره وسيلة لتبليغ رسالة من
الله: «6فَقَال:
«اسْمَعَا كَلامِي. إِنْ
كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ
فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لهُ. فِي الحُلمِ أُكَلِّمُهُ»(سِفْرُ اَلْعَدَد12: 6)،
«14لَكِنَّ
اللهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً وَبِاثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ الإِنْسَانُ. 15فِي
حُلْمٍ فِي
رُؤْيَا اللَّيْلِ عِنْدَ سُقُوطِ سُبَاتٍ عَلَى النَّاسِ فِي النُّعَاسِ عَلَى
الْمَضْجَعِ. 16حِينَئِذٍ يَكْشِفُ آذَانَ النَّاسِ
وَيَخْتِمُ عَلَى تَأْدِيبِهِمْ 17لِيُحَوِّلَ
الإِنْسَانَ عَنْ عَمَلِهِ وَيَكْتُمَ
الْكِبْرِيَاءَ عَنِ الرَّجُلِ 18لِيَمْنَعَ
نَفْسَهُ عَنِ الْحُفْرَةِ وَحَيَاتَهُ مِنَ الزَّوَالِ بِحَرْبَةِ الْمَوْتِ»(سِفْرُ أَيُّوبَ33: 14-18).
وبهذه الصورة جاء الله إلى أبيمالك في حلم
الليل «3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ
مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ
بِبَعْلٍ». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ
بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ
تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا»(سِفْرُ التَّكْوِينِ20: 3و6).
ويقول يَعْقُوبُ: «10وَحَدَثَ فِي وَقْتِ تَوَحُّمِ الْغَنَمِ أَنِّي رَفَعْتُ عَيْنَيَّ
وَنَظَرْتُ فِي حُلْمٍ وَإِذَا الْفُحُولُ الصَّاعِدَةُ عَلَى الْغَنَمِ
مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. 11وَقَالَ لِي
مَلاَكُ اللهِ فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ. فَقُلْتُ:
هَئَنَذَا»(سِفْرُ التَّكْوِينِ31: 10و11). كما «24وَأَتَى اللهُ إِلَى لاَبَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «احْتَرِزْ مِنْ
أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ31: 24).
وتراءى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لسليمان في حلم «5فِي
جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً.
وَقَالَ اللَّهُ: «اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ3: 5).
وبعض الأحلام في أَسْفَارٌ نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، كانت تحمل نبوة عن أحداث مستقبلية، ومنها:
أحلام يُوسُفُ التي قصها على إخوته «5وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْماً وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ فَازْدَادُوا أَيْضاً
بُغْضاً لَهُ. 6فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا هَذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلُمْتُ. 7فَهَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَماً فِي
الْحَقْلِ وَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَانْتَصَبَتْ فَاحْتَاطَتْ حُزَمُكُمْ
وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي». 8فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ
تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكاً أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطاً؟» وَازْدَادُوا
أَيْضاً بُغْضاً لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ. 9ثُمَّ حَلُمَ أَيْضاً حُلْماً آخَرَ
وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ حُلْماً أَيْضاً
وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً سَاجِدَةٌ لِي». 10وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ
فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هَذَا الْحُلْمُ الَّذِي حَلُمْتَ! هَلْ
نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟» 11فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ وَأَمَّا أَبُوهُ
فَحَفِظَ الأَمْرَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ37: 5-11).
وأحلام رئيس
السقاة ورئيس الخبازين وتفسير يوسف لها «1وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ
سَاقِيَ مَلِكِ مِصْرَ وَالْخَبَّازَ أَذْنَبَا إِلَى سَيِّدِهِمَا مَلِكِ مِصْرَ 2فَسَخَطَ فِرْعَوْنُ عَلَى خَصِيَّيْهِ:
رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَئِيسِ الْخَبَّازِينَ 3فَوَضَعَهُمَا فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ
الشُّرَطِ فِي بَيْتِ السِّجْنِ الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوسُفُ مَحْبُوساً
فِيهِ. 4فَأَقَامَ رَئِيسُ الشُّرَطِ يُوسُفَ
عِنْدَهُمَا فَخَدَمَهُمَا. وَكَانَا أَيَّاماً فِي الْحَبْسِ. 5وَحَلُمَا كِلاَهُمَا حُلْماً فِي لَيْلَةٍ
وَاحِدَةٍ كُلُّ وَاحِدٍ حُلْمَهُ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ:
سَاقِي مَلِكِ مِصْرَ وَخَبَّازُهُ الْمَحْبُوسَانِ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. 6فَدَخَلَ يُوسُفُ إِلَيْهِمَا فِي
الصَّبَاحِ وَنَظَرَهُمَا وَإِذَا هُمَا مُغْتَمَّانِ. 7فَسَأَلَ خَصِيَّيْ فِرْعَوْنَ اللَّذَيْنِ
مَعَهُ فِي حَبْسِ بَيْتِ سَيِّدِهِ: «لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكْمَدَّانِ
الْيَوْمَ؟» 8فَقَالاَ لَهُ: «حَلُمْنَا حُلْماً وَلَيْسَ مَنْ يُعَبِّرُهُ». فَقَالَ
لَهُمَا يُوسُفُ: «أَلَيْسَتْ لِلَّهِ التَّعَابِيرُ؟ قُصَّا عَلَيَّ». 9فَقَصَّ رَئِيسُ السُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى
يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «كُنْتُ فِي حُلْمِي وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي. 10وَفِي الْكَرْمَةِ ثَلاَثَةُ قُضْبَانٍ.
وَهِيَ إِذْ أَفْرَخَتْ طَلَعَ زَهْرُهَا وَأَنْضَجَتْ عَنَاقِيدُهَا عِنَباً. 11وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي.
فَأَخَذْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ وَأَعْطَيْتُ الْكَأْسَ
فِي يَدِ فِرْعَوْنَ». 12فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: «هَذَا تَعْبِيرُهُ:
الثَّلاَثَةُ الْقُضْبَانِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ. 13فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ
فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى مَقَامِكَ فَتُعْطِي كَأْسَ فِرْعَوْنَ فِي
يَدِهِ كَالْعَادَةِ الأُولَى حِينَ كُنْتَ سَاقِيَهُ. 14وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ
حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَاناً وَتَذْكُرُنِي
لِفِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُنِي مِنْ هَذَا الْبَيْتِ. 15لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ
الْعِبْرَانِيِّينَ. وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً حَتَّى وَضَعُونِي فِي
السِّجْنِ». 16فَلَمَّا رَأَى رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ أَنَّهُ عَبَّرَ جَيِّداً قَالَ
لِيُوسُفَ: «كُنْتُ أَنَا أَيْضاً فِي حُلْمِي وَإِذَا ثَلاَثَةُ سِلاَلِ بَيْضَاءَ عَلَى
رَأْسِي. 17وَفِي السَّلِّ الأَعْلَى مِنْ جَمِيعِ طَعَامِ فِرْعَوْنَ مِنْ صَنْعَةِ
الْخَبَّازِ. وَالطُّيُورُ تَأْكُلُهُ مِنَ السَّلِّ عَنْ رَأْسِي». 18فَأَجَابَ يُوسُفُ وَقَالَ: «هَذَا
تَعْبِيرُهُ: الثَّلاَثَةُ السِّلاَلِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ. 19فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ
فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ عَنْكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ وَتَأْكُلُ الطُّيُورُ
لَحْمَكَ عَنْكَ». 20فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَوْمِ مِيلاَدِ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ
صَنَعَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَرَفَعَ رَأْسَ رَئِيسِ السُّقَاةِ
وَرَأْسَ رَئِيسِ الْخَبَّازِينَ بَيْنَ عَبِيدِهِ. 21وَرَدَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ إِلَى سَقْيِهِ.
فَأَعْطَى الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ. 22وَأَمَّا رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ
فَعَلَّقَهُ كَمَا عَبَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ. 23وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ رَئِيسُ السُّقَاةِ
يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ40: 1-23).
وأحلام فِرْعَوْنَ «1وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ فِرْعَوْنَ رَأَى
حُلْماً وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ النَّهْرِ. 2وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنَ
النَّهْرِ حَسَنَةِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَةِ اللَّحْمِ فَارْتَعَتْ فِي رَوْضَةٍ. 3ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى
طَالِعَةٍ وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ قَبِيحَةِ الْمَنْظَرِ وَرَقِيقَةِ
اللَّحْمِ. فَوَقَفَتْ بِجَانِبِ الْبَقَرَاتِ الأُولَى عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ. 4فَأَكَلَتِ الْبَقَرَاتُ الْقَبِيحَةُ
الْمَنْظَرِ وَالرَّقِيقَةُ اللَّحْمِ الْبَقَرَاتِ السَّبْعَ الْحَسَنَةَ
الْمَنْظَرِ وَالسَّمِينَةَ. وَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ. 5ثُمَّ نَامَ فَحَلُمَ ثَانِيَةً. وَهُوَذَا
سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاقٍ وَاحِدٍ سَمِينَةٍ وَحَسَنَةٍ. 6ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ رَقِيقَةٍ
وَمَلْفُوحَةٍ بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ نَابِتَةٍ وَرَاءَهَا. 7فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ الرَّقِيقَةُ
السَّنَابِلَ السَّبْعَ السَّمِينَةَ الْمُمْتَلِئَةَ. وَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ
وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ. 8وَكَانَ فِي الصَّبَاحِ أَنَّ نَفْسَهُ انْزَعَجَتْ فَأَرْسَلَ وَدَعَا
جَمِيعَ سَحَرَةِ مِصْرَ وَجَمِيعَ حُكَمَائِهَا وَقَصَّ عَلَيْهِمْ فِرْعَوْنُ
حُلْمَهُ. فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُعَبِّرُهُ لِفِرْعَوْنَ. 9ثُمَّ قَالَ رَئِيسُ السُّقَاةِ
لِفِرْعَوْنَ: «أَنَا أَتَذَكَّرُ الْيَوْمَ خَطَايَايَ. 10فِرْعَوْنُ سَخَطَ عَلَى عَبْدَيْهِ
فَجَعَلَنِي فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ الشُّرَطِ أَنَا وَرَئِيسَ الْخَبَّازِينَ.
11فَحَلُمْنَا حُلْماً فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ
أَنَا وَهُوَ. حَلُمْنَا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ. 12وَكَانَ هُنَاكَ مَعَنَا غُلاَمٌ
عِبْرَانِيٌّ عَبْدٌ لِرَئِيسِ الشُّرَطِ فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ فَعَبَّرَ لَنَا
حُلْمَيْنَا. عَبَّرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ حُلْمِهِ. 13وَكَمَا عَبَّرَ لَنَا هَكَذَا حَدَثَ.
رَدَّنِي أَنَا إِلَى مَقَامِي وَأَمَّا هُوَ فَعَلَّقَهُ». 14فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا يُوسُفَ فَأَسْرَعُوا
بِهِ مِنَ السِّجْنِ. فَحَلَقَ وَأَبْدَلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ عَلَى فِرْعَوْنَ. 15فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «حَلُمْتُ
حُلْماً وَلَيْسَ مَنْ يُعَبِّرُهُ. وَأَنَا سَمِعْتُ عَنْكَ قَوْلاً إِنَّكَ
تَسْمَعُ أَحْلاَماً لِتُعَبِّرَهَا». 16فَأَجَابَ يُوسُفُ فِرْعَوْنَ: «لَيْسَ لِي.
اللهُ يُجِيبُ بِسَلاَمَةِ فِرْعَوْنَ». 17فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «إِنِّي
كُنْتُ فِي حُلْمِي وَاقِفاً عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ 18وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنَ
النَّهْرِ سَمِينَةِ اللَّحْمِ وَحَسَنَةِ الصُّورَةِ. فَارْتَعَتْ فِي رَوْضَةٍ. 19اثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى
طَالِعَةٍ وَرَاءَهَا مَهْزُولَةٍ وَقَبِيحَةِ الصُّورَةِ جِدّاً وَرَقِيقَةِ
اللَّحْمِ. لَمْ أَنْظُرْ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مِثْلَهَا فِي الْقَبَاحَةِ. 20فَأَكَلَتِ الْبَقَرَاتُ الرَّقِيقَةُ
وَالْقَبِيحَةُ الْبَقَرَاتِ السَّبْعَ الأُولَى السَّمِينَةَ. 21فَدَخَلَتْ أَجْوَافَهَا. وَلَمْ يُعْلَمْ
أَنَّهَا دَخَلَتْ فِي أَجْوَافِهَا. فَكَانَ مَنْظَرُهَا قَبِيحاً كَمَا فِي
الأَوَّلِ. وَاسْتَيْقَظْتُ. 22ثُمَّ رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي
سَاقٍ وَاحِدٍ مُمْتَلِئَةٍ وَحَسَنَةِ. 23ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ يَابِسَةٍ
رَقِيقَةٍ مَلْفُوحَةٍ بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ نَابِتَةٍ وَرَاءَهَا. 24فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ الرَّقِيقَةُ
السَّنَابِلَ السَّبْعَ الْحَسَنَةَ. فَقُلْتُ لِلسَّحَرَةِ وَلَمْ يَكُنْ مَنْ
يُخْبِرُنِي».25فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ: «حُلْمُ فِرْعَوْنَ وَاحِدٌ. قَدْ أَخْبَرَ
اللهُ فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ. 26اَلْبَقَرَاتُ السَّبْعُ الْحَسَنَةُ هِيَ
سَبْعُ سِنِينَ. وَالسَّنَابِلُ السَّبْعُ الْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. هُوَ
حُلْمٌ وَاحِدٌ. 27وَالْبَقَرَاتُ السَّبْعُ الرَّقِيقَةُ الْقَبِيحَةُ الَّتِي طَلَعَتْ
وَرَاءَهَا هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. وَالسَّنَابِلُ السَّبْعُ الْفَارِغَةُ
الْمَلْفُوحَةُ بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ تَكُونُ سَبْعَ سِنِينَ جُوعاً. 28هُوَ الأَمْرُ الَّذِي كَلَّمْتُ بِهِ
فِرْعَوْنَ. قَدْ أَظْهَرَ اللهُ لِفِرْعَوْنَ مَا هُوَ صَانِعٌ. 29هُوَذَا سَبْعُ سِنِينَ قَادِمَةٌ شَبَعاً
عَظِيماً فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. 30ثُمَّ تَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ
جُوعاً فَيُنْسَى كُلُّ الشَّبَعِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَيُتْلِفُ الْجُوعُ
الأَرْضَ. 31وَلاَ يُعْرَفُ الشَّبَعُ فِي الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْجُوعِ
بَعْدَهُ لأَنَّهُ يَكُونُ شَدِيداً جِدّاً. 32وَأَمَّا عَنْ تَكْرَارِ الْحُلْمِ عَلَى
فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ فَلأَنَّ الأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَاللهُ
مُسْرِعٌ لِيَصْنَعَهُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ41: 1-32).
0 التعليقات:
إرسال تعليق